الجواء(صحف)
هاجم رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية الاستاذ جمال خاشقجي عضو هيئة العلماء في المملكة الشيخ سعد الشثري وقناة المجد الفضائية لمجرد اعتراض الاخيرين على مسألة الاختلاط الذي سيحدث في جامعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز "حفظه الله" للعلوم والتقنية .
حيث قال خاشقجي في فضائه الخاص بصحيفته -الوطن - ان الشيخ وجميع من انتقد الإختلاط في الجامعة قد انصرفوا إلى مسألة هامشية مضيفا ً القول ..وكأن الجامعة وعلماءها ومختبراتها ما كانت إلا من أجل هذا الاختلاط الموهوم .
ولم يكتفي خاشقجي بالهجوم على الشثري وانما عرج ايضاً على قناة المجد التي تحمل توجهاً فكرياً يمثل شريحة كبيرة في السعودية كونها القناة التي استضافت الشيخ ويقول : قناة المجد، والتي فتحت بابا للفتنة والتشويش على الجامعة، وعلى عملية التنمية تصريحا وتلميحا،كونها سمحت للشثري ابوابها وسمحت له بالدعوة الى وقف الاختلاط وفصل الجنسين في كل مرافق الجامعة .
نص المقال
يثير الصغار من العامة والغوغاء عملية تشويش منظمة على المسلمين وولي أمرهم فيما يخص خطة التنمية المتكاملة التي يقودها الملك عبدالله، قد يعذر هؤلاء لقلة حكمة أو معرفة، فتركوا كل ما هو بهيج في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وانصرفوا إلى مسألة هامشية هي "الاختلاط " وكأن الجامعة وعلماءها ومختبراتها ما كانت إلا من أجل هذا الاختلاط الموهوم.
ولكن عندما يشارك في التشويش شيخ في هيئة كبار العلماء و عالم شاب، شجعه ودعمه ولي الأمر كالشيخ سعد الشثري فهذا مدعاة للقلق .
الشيخ الفاضل لم يصبح عضوا في هيئة كبار العلماء، بتوصية من سابقيه وإنما بدعم من ملك البلاد وولي أمر المسلمين فيها عبدالله بن عبدالعزيز الذي يؤمن بالمستقبل وإعطاء الفرص للجيل الجديد في كل التخصصات بما في ذلك العلم الشرعي، كان يستطيع بما له من صلة أن يطلع على تفاصيل جامعة الملك، وأهدافها، والتوقعات المتوخاة منها، كان سيعرف أن قميص عثمان الذي رفعه المشوشون في مسألة الاختلاط في الجامعة ما هو إلا عارض للعلم والبحث العلمي ونتاج للثورة المعرفية التي لا تفرق أنثى عن ذكر، فبات العلم لا يعرف جنسا أو عرقا، وأن الاختلاط غير مقصود في ذاته، إنما هو ناتج طبيعي في حقل معين كالبحث العلمي العالي، مثلما هو حاصل في كليات الطب، والمستشفيات .
أما غير ذلك من مدراسنا وكلياتنا مما لا حاجة فيها إلى اختلاط، فلن يسمح به ناهيك أن يشجع كما يتمتم خفية سبئية هذا الزمان .
ولنفترض أنه لم يقتنع بعد شرح واف صريح، وبقيت شبهات تحوم عليه، وعنده ما يعتقد أنه نصيحة يبرئ بها ذمته فلن يحول بينه وبين ولي الأمر أحد، فهو يسمع للصغير و الكبير، فما بالك بعضو في هيئة كبار العلماء، بمثابة ابن له شجعه وتوقع منه إن يكون دافعا للتجديد والتفكر وداعما لمنهج الدولة والدعوة الوسطي.
ولكن الشيخ اختار قناة المجد، والتي فتحت بابا للفتنة والتشويش على الجامعة، وعلى عملية التنمية تصريحا وتلميحا، فطالب من هناك القائمين على الجامعة "التحرك لوقف الاختلاط وفصل الجنسين في كل مرافق الجامعة، مؤكداً أنه لا يجوز لأنه مدعاة لما هو أكبر من ذلك ويترتب عليه مساوئ متعددة ويجر إلى السفور والذنوب ولابد أن يتبعه مصاحبة من الجنسين لغرض المصلحة الدراسية وحاجة كل منهما الآخر وسوف ينتج عن هذا الاختلاط ابتزاز وتصوير ومنكرات نحن ومجتمعنا في غنى عنها".، عجبا !! ولي أمر المسلمين، العالم بالمصلحة، والذي لا يقدم على أمر بدون استشارة العلماء يمضي في قرار يراه لا يخدم بلاده وشعبه فقط وإنما الإسلام كله، بالسعي إلى إعادة المسلمين إلى موقع خسروه في البحث والعلوم، ولكنه لم يدرك نتائج الجامعة وأدركها فجأة الشيخ الشثري في برنامج تلفزيوني؟؟ بل أضاف الشيخ من عنده هذه الصورة الكوميدية، علماء وعالمات يتركن أبحاثهن للابتزاز والتصوير!!
الأدهى في أن تبرع الشيخ بوقته وجهده في حملة التشويش يأتي في زمن خرج علينا – وعلى الشيخ أيضا وعلى علماء البلاد – قوم من بيننا يتهمون قادة البلاد بخيانة الأمانة والعمالة للأجنبي الكافر بل حتى كفرونا واستباحوا دمنا قولا وفعلا، فيأتي فضلاؤنا يقدمون لهم ما سيراه أحداث كهوف اليمن وأفغانستان "حجة ودليلاً " وما هو بالحجة والدليل وإنما إرجاف وتشويش.
ويمضي الشيخ قائلا في قناة المجد إن "محبته للملك عبدالله وثقته به وحرص الملك على مصلحة المسلمين هي التي جعلته يطالب بوقف الاختلاط".
إن محبتك للملك حفظه الله تلزم بفتوى كبار العلماء، بأن تنصح وفق منهج السلف الصحيح وليس على صدر قناة أشرعت ساحتها لمتحدثين بعيدين عن واقع أو يُنظرون على جهال، ليسوا بأهل دين وقرآن.
لقد حان الوقت إن تدُعى قناة المجد صراحة إلى تحمل مسؤوليتها بأن تكون شريكا كاملا في مشروع النهضة القائم لا مثيرة لغبار ومشوشة للرؤى والرأي.
نحمد الله أن قام بأمر بلادنا من يحكم بكتابه وسنة نبيه، عارف بحلاله وحرامه، فتح عقله وقلبه للعلماء والفضلاء والخبراء، قال للناس أشيروا علي، فلم يفرض رؤية رجل واحد حتى وإن غلبه الظن بحسن الاجتهاد فيه، وإنما ترفق بالناس، دفع بسياسة الإصلاح والبناء من حولنا حتى حسبنا أننا أصحابها، والداعين لها وكلما شكره شاكر وامتدحه مادح قال يكفيني أن أكون خادماً لهذين البيتين ومواطناً يحب الخير لمواطنيه.
اترك التعليق